تندرج دعوة كرمل حلب في قلب سوريا، مهد المسيحية. ففي سوريا، في أنطاكية، دُعِيَ التلاميذ لأول مرة مسيحيين وهذه المدينة كانت تُعَدُّ، بعد أورشليم، أكبر مركز انطلق منه الرسل الأوائل لتبشيرالامبراطورية الرومانية كلها. في سوريا ازدهرت الأديرة النسكية والتوحُّدية المسماة “السورية”.
رغبتنا إذاً هي في المحافظة على هذا الحضور الرهباني ومساعدة المسيحيين للبقاء في أرضهم لكي يشع نور المسيح في هذه البلاد ذات الغالبية (العظمى) الإسلامية.
لا يمكننا الحديث عن سوريا دون ذكر القديس بولس. إن أنطاكية ودمشق مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً برسالة بطرس التبشيرية، وبرسالة بولس وسائر الرسل. إن دعوة الكرمليات هي تأملية ورسولية على حد سواء. يمكننا إذاً أن نجد في القديس بولس الذي طالما سار على طرق سوريا، الحماس الذي لا يهدأ في سبيل مجد الله وهداية “الأمم”، العديدة والمتعددة في وقتنا الحاضر. على أن هذه الرسالة التبشيرية غير المباشرة، لا تستطيع أن تكون مثمرة ما لم تتجذّر في حياة اتحاد أصيلة بالله.