اصلنا
“فمرّ ايليا به وطرح رداءه عليه... ركض اليشع وراء ايليا وقال: دعني اسير وراءك” (سفرالملوك الاول 19,19)
نشأت الرهبنة الكرملية في نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر عندما قررت مجموعة من الصليبيين الاوروبيين ، والتي كان هدفها احتلال الاماكن المقدسة ، ان تترك “مجد هذا العالم ” وتستقر على جبل الكرمل ، بالقرب من نبعة النبي ايليا الذي اصبح المعلم والمرشد الروحي للمجموعة . بعد فترة من الحياة الجماعية ، بين عام 1206 و 1214، توجهت مجموعة النساك الى بطريرك اورشليم ، القديس البرتوس، لينص لهم “قانون حياة” وردّا على طلبهم، كتب القديس البرتوس ، القانون الكرملي . بنى الكرمليّون كنيسة صغيرة وكرسوها لأم الله، سيدتهم وشفيعتهم واطلقوا على أنفسهم اسم “إخوة مريم العذراء سيدة جبل الكرمل”.
واليوم ، بالرغم من مرور ثمانية عصور ما زال هذا الروح عينه يحيينا.
في الارض التي اختارها له الرب مقاما، نلتمس دائما وجه الله متأصلين بعمق بالتقاليد الكتابية والمريمية للرهبنة.
الكرمل التريزياني
” حياتنا مستترة مع المسيح في الله” (كولوسي 3,3)
انجذبت القديسة تريزا الى الروحانية الكرملية وراحت تبحث عن الله في الخلوة والصمت. ولكن الانقسامات داخل الكنيسة في ذلك الوقت دفعتها للبحث عن افاق رسولية جديدة فأرادت وحاولت ان تجدد الكرمل وتعطيه انطلاقة رسولية متينة.
وهكذا قامت تريزا بتأسيس اول دير في مدينتها افيلا ، في اسبانيا، بتاريخ 24 اب سنة1562 ، في عيد الرسول ، القديس برتلماوس . في صباح ذلك اليوم، أعلنت دقات الجرس عن ولادتين: ولادة دير وولادة نمط حياة جديد في الكنيسة. هذا الدير كان بداية لسلسلة أديرة أزهرت في العالم كله وحاليّا هناك حوالي 12 ألف راهبة في 800 دير، تثابر في خدمة الصلاة الدائمة في الكنيسة بكونهم “قلب الكنيسة النابض”، كما دعاهم البابا يوحنا بولس الثاني.