الكرمل كله مريمي
الكرمل كله مريمي
“… هوذا أمك….. ومن تلك الساعة اخذها التلميذ الى خاصته” (يو 19,27)
بدأ تكريم مريم العذراء منذ انشاء الرهبنة حيث شيّد لها نساك جبل الكرمل الاوائل كنيسة واتخذوها شفيعة لعائلتهم الرهبنية .
كذلك القديسة تريزا ليسوع سارت بحسب هذا التقليد القديم: شعرت بمحبة رقيقة نحو والدة الاله ولم تكف ابدا عن حثّنا: “علينا ان نكون بنات حقيقيات للعذراء ، وهذا باداء واجباتنا لكي نحصل على النعم التي وعدنا بها الله. (التأسيسات 16,7). لهذا تحاول كل منا أن تبني علاقة شركة وألفة عميقة مع مريم، الام ، الاخت والشفيعة لنتابع في هذه الارض محبة يسوع لامه.
ان مريم العذراء هي حقا بنت هذه الارض وهذا الشعب الذي نعيش بينه ومعه ، وكل واحد من أديرتنا الاربعة في الارض المقدسة ، تكشف طابعا خاصا :
في الناصرة، مريم تطبع فينا صورة العروس لتنمي فينا روح الانتباه والاصغاء.
في بيت لحم ، تدعونا لنكون معها اما تتشفع وتلد في الالم والفرح .
في اورشليم ، نتّحد معها في صمت المصلوب الخصب.
في حيفا على جبل الكرمل ، مريم هي “سيدة المكان” و”الاخت” التي ترافقنا نحو قمة جبل الكمال، يسوع المسيح.
الكرمل في الارض المقدسة
“و اخذكم من بين الامم و اجمعكم من جميع الاراضي و اتي بكم الى ارضكم ….. و تسكنون الارض التي اعطيت اباءكم اياها و تكونون لي شعبا و انا اكون لكم الها .” (حزقيال 28ـ24, 36)
تعود اديرة الراهبات الكرمليات في الارض المقدسة الى اواخر القرن التاسع عشر ، الفترة التي اعيدت فيها بناية البطريركية اللاتينية من جديد والتي لقت اشخاصا كرماء والذين بإلهام من الروح القدس بادروا وساهموا في انشاء الاديرة في الارض المقدسة . في هذه الارض دعانا الله لنعيش سر التجسد والخلاص من خلال الصلاة والتأمل والحياة الاخوية. وبهذا يجسّد كل دير من اديرتنا في بيت لحم، في الناصرة، في القدس وفي حيفا(جبل الكرمل) طريقا روحيا نحاول ان نشرك فيها كل مسيحي… وكل انسان…